العرب
كشف مصدر دبلوماسي عربي ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مستاء اشدّ الاستياء من الرئيس المصري محمد مرسي.
واوضح المصدر ان سبب الاستياء يعود الى ان امير قطر يعتبر ان مرسي لم يقدّر ما قامت به قطر تجاه مصر اخيرا عندما اودعت مبلغ ملياري دولار كوديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاقتصاد والعملة الوطنية.
على العكس من ذلك، استبعد مرسي قطر من لجنة رباعية اقترح تشكيلها على هامش القمة الاسلامية لمتابعة الوضع السوري.
ويقول متابعون للعلاقات المصرية القطرية إن الدوحة التي وقفت بكل ثقلها وراء الاحتجاجات التي أنهت حكم مبارك، وسخرت فضائية الجزيرة للتسويق للإخوان باعتبارهم القوة الأكبر، كانت تأمل من مرسي أن يتعامل معها كقوة في المنطقة.
ويقول المتابعون إن قطر تريد من القيادة المصرية الجديدة أن تعاملها كقوة في حجم السعودية وغيران وتركيا، لكن مرسي ظل يتعاطى معها كإمارة هامشية، وهذا سر الغضب القطري.
يشار إلى أن قطر ضخت الكثير من الأموال خلال الانتفاضات التي جرت في تونس ومصر وليبيا ووظفت قناة الجزيرة لفائدة مجموعات الإسلام السياسي، وهي تنافس القوى التقليدية بالمنطقة في التأثير بالأزمة السورية.
وكان الشيخ حمد زار القاهرة حديثا واجرى محادثات مع مرسي. وتوّج زيارته بالاعلان يوم الحادي عشر من آب/اغطس الجاري عن ان بلاده ستودع مبلغ الملياري دولار في البنك المركزي المصري بغية اظهار دعمها للنظام الجديد في مصر.
وكانت تلك اشارة واضحة الى استعداد قطر لمنع اي انهيار للاقتصاد المصري في وقت يسعى فيه الاخوان الى وضع يدهم على مفاصل السلطة اثر وصول مرسي الى الرئاسة وتخلصه لاحقا من كبار رجالات المجلس العسكري.
ولم تمض ثلاثة ايام على مجيء امير قطر الى القاهرة حتى انعقدت القمة الاسلامية التي دعا اليها الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكة المكرّمة. وفوجئ الشيخ حمد في تلك القمة بدعوة مرسي الى تشكيل لجنة متابعة للوضع السوري تضمّ، اضافة الى مصر، كلا من السعودية وتركيا وايران.
وذكر المصدر ان امير قطر اعتبر تغييب بلاده عن اللجنة بمثابة فعل نكران للجميل مارسه الرئيس المصري الجديد الذي يبدو انه يسعى الى استرضاء السعودية اوّلا وعدم اغضاب ايران او اثارة حساسيات لديها ثانيا والتقرّب من تركيا ثالثا واخيرا.
واشار الى ان الشيخ حمد قابل الموقف المصري باستياء وغضب شديدين جعلاه يطرح تساؤلات في شأن توجهات الاخوان المسلمين في مصر ومدى وفائهم للذين وقفوا معهم في الايام الصعبة.
وفسّر ديبلوماسي مصري، يستعد لتولي مسؤولية احدى سفارات بلاده قريبا، تصرف مرسي بقوله: "ان مصر شعرت بالاهانة جراء تصرّف امير قطر، الا انها لا تستطيع في الوقت ذاته رفض الوديعة القطرية في ضوء الازمة الاقتصادية التي تمرّ بها".
واضاف: "ان مصر ليست على استعداد لان تكون تابعة لقطر والانضواء تحت سياستها على الرغم من الدعم الذي توفّره للاخوان المسلمين".
وخلص الى القول: "بغض النظر عن مدى حاجتها الى الدعم القطري، مصر ترفض وضع نفسها في مصاف دول صغيرة في المنطقة وهي تصرّ على ان حجمها لا يسمح لها الاّ بان تكون في نادي الكبار، اي السعودية وتركيا وايران".